الوصول الى القمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


صدام حسين (بيومى)
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قرارات السيد الرئيس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صدام
Admin



المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 07/09/2012
العمر : 34

قرارات السيد الرئيس Empty
مُساهمةموضوع: قرارات السيد الرئيس   قرارات السيد الرئيس I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 17, 2012 6:38 am

في فيلم (ناصر56) صاغ محفوظ عبد الرحمن عدة مشاهد متلاحقة لجمال عبد الناصر وهو يصنع قرار تأميم القناة، قراءات في التاريخ والجغرافيا، مطالعة خرائط ومناقشة مثقفين وصحفيين وعلماء ورجال سياسة ومسؤولين في هيئة القناة ودراسة للأوضاع العالمية، ثم في النهاية أخذ ناصر القرار وأعلنه بتحد وثقة.
وفي فيلم (أيام السادات) رأينا كيف كان السادات يصنع قراراته، فهو يعلن قراره الخطير بسفره إلى إسرائيل على أعضاء مجلس الشعب، وكان هو الوحيد الذي عرف القرار، لم يستشير أحداً ولم يخبر أحداً، أنفرد بالتفكير والتخطيط وأخذ القرار وحده.. وأعلنه وحده.. وتحمل نتيجته في النهاية وحده..
وعندما سأل مكرم محمد أحمد الرئيس مبارك في الحوار الطويل الذي نشرته مجلة (المصور) قال له: سيادة الرئيس: بعض الأقباط كانوا يتعجلون صدور قرار إداري بغلق النبأ، رد الرئيس قائلاً: عندما أتصل بي د. يوسف والى يسال عن إمكان صدور قرار عسكري بوقف الصحيفة طلبت منه أن يتشاور مع رئيس الوزراء الذي كان موجوداً في الأقصر وقتها، وصرح هناك بأن الحكومة تفكر في إصدار قرار بإغلاق الصحيفة، لكنني رأيت أن صدور القرار سوف يكون سابقة خطيرة خصوصاً أن القرار سوف يصدر يوم الأربعاء، على حين تحدد يوم الأحد لنظر قضية صحيفة النبأ على وجه الاستعجال، كانت الحكمة تقضي بأن ننتظر قرار المحكمة ما دامت المحكمة تنظر القضية في جلسة مستعجلة.
معنى هذا أنه كما لكل شيخ طريقة فإن لكل رئيس طريقة في اتخاذ القرار، والسؤال المنطقي هو: لماذا يختلف كل رئيس عن الآخر في طريقة اتخاذه للقرار والمفروض أنها دولة واحدة؟ الدراما لا تستطيع أن تجيب عن هذا السؤال فهي تجسد ما حدث فقط... ولأنه ليس بالدراما وحدها يحيا الإنسان، فإننا سنعتمد على دراسة علمية بحثت ونقبت ووصلت في النهاية إلى الفروق بين ناصر والسادات ومبارك في طريقة وصول كل منهم لقراره.
الدراسة يقدمها د. صلاح بيومي استاذ الاجتماع السياسي بجامعة طنط.
يعرف د. صلاح صنع القرار بأنه العملية التي تفترض أو تواجه فعلا مشكلة أو أزمة ما تتطلب قرارا ما، ويتم طرح مجموعة من البدائل لاختيار أحدها باعتباره الأنسب أو الأكثر ملاءمة للحل أو العلاج، ومن ثم يتم وضع هذا القرار موضع التنفيذ، دراسة د. صلاح تضع لنا مدخلاً مناسبا لنعرف كيف كان كل رئيس من الثلاثة يأخذ قراره. فهو يرى ضرورة أن ندرس البيئة النفسية والاجتماعية لصانع القرار لمعرفة أثر التنشئة الاجتماعية والثقافية وأثر سمات شخصيته على محتوى القرارات التي يتخذها.
بهذا المدخل نستطيع أن نعبر إلى الرؤساء الثلاثة..
فعبد الناصر كان ينتمي إلى أسرة ريفية صعيدية من الطبقة الوسطى وعايش أفراد هذه الطبقة خلال تنقله مع والده موظف البريد بين مدن مصر المختلفة، اشترك جمال في المظاهرات ضد الاحتلال في شبابه يؤكد بذلك انتماءه وحبه لوطنه، وتعلم دروس الوطنية الأولى على يد عمه خليل الذي شارك في ثورة 1919 وسجن بسبب ذلك، انخرط جمال في سلك الجندية وأصبح ضابطاً واشترك في حرب 1948 فزادته خبرة وحنكة، كما زادته إيماناً وولاء لوطنه، وفي ذات الوقت كرها لنظام الحكم القائم وسيطرة الاحتلال الإنجليزي.
كان لابد لجمال أن يستجيب لظروف عصره فكون تنظيم الضباط الأحرار ليخلص وطنه من فساد الحكم وطرد المستعمر الأجنبي وتغيير المجتمع لصالح الطبقات الاجتماعية الكادحة التي نشأ وتربى بينها، وقد حقق ذلك عن طريق الثورة.
لقد قرأ عبد الناصر كتب التاريخ والسياسة والاقتصاد، كما قرأ سير الشخصيات التاريخية الكبيرة الأجنبية والوطنية وتأثر بكثير منها، وقد أكد ذلك الكثير من الشخصيات التي عرفته عن قرب وكذلك معظم الكتاب والسياسيين الذين كتبوا عنه، ولعل في ذلك دليلاً على عدم دراية بعض الذين أدعوا ان عبد الناصر لم يقرأ التاريخ من أمثال أنيس منصور الذي قال في كتابه (عبد الناصر المفترى عليه والمفترى علينا) أن عبد الناصر لم يكن يقرأ شيئاً من أساسه.
على ضوء هذه النشأة تحددت مميزات وعيوب عبد الناصر، فقد كان يتميز بالذكاء والقوة والصبر وتحمل المشاق والقدرة على التنظيم والسرية في العمل والتدين وموهبة القيادة او الزعامة التي توهجت بعد القضاء على العدوان الثلاثي عام 1956، وتتحدد سلبيات عبد الناصر في وضعه للثورة في مقابل الديمقراطية أثناء أزمة مارس 1954، وحتى تجاربه الديمقراطية في التنظيم السياسي الواحد فشلت جميعها واحدة تلو الأخرى، وغابت الديمقراطية الحقيقية في عهده، رغم إنجازاته الأخرى العديدة لدرجة أن البعض يرجع هزيمة يونيو 1967 إلى غياب الديمقراطية.
ركزت الدراسة على ثلاثة قرارات كبرى في حياة عبد الناصر فرضتها ضرورات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية وأمنية وهي قرار تأميم شركة قناة السويس 1956 وقرارات يوليو الاشتراكية 1961، وقرار سحب قوات الطوارئ الدولية 1967.
لكن كيف كان يأخذ ناصر قراراته؟ لقد كان يعتمد في قراراته السياسية الكبرى على شخصيته الكاريزمية الملهمة وحب الجماهير له وإيمانها بزعامته مصريا وعربياً ودولياً، وكان أسلوبه في صنع القرار يعتمد كثيرا على القراءة التفصيلية الدقيقة لكل ما يحصل إليه من بريد، إضافة إلى حصره على الاستماع إلى إذاعات العالم المختلفة وقراءة الصحف المصرية والأجنبية ومناقشة الموضوعات المختلفة مع القادة العرب وزواره الأجانب، كما أنه كان حريصاً على تعدد مراكز صنع القرار، بان يطالب من أكثر من جهة دراسة الموضوع الذي هو بصدد اتخاذ قرار فيه مثل التنظيم السياسي والمخابرات ومجلس الوزراء وبعض المختصين المقربين اليه ويثق فيهم، ثم أعادة الموضوع إليه بعد دراسته لاتخاذ القرار المناسب بشأنه.
كان عبد الناصر إذن يأخذ القرار ثم يدفعه إلى أكثر من جهة لدراسته وإبداء الرأي فيه وإعادته اليه، وكان يناقشهم أحياناً في القرار إذا اختلف معهم فيه، ولكنه كان يصر على رأيه ويعلن تحمله المسؤولية بمفرده، ثم يختار الوقت المناسب لإعلان قراره، كما لو كان قد اتخذه فجأة وبطريقة فردية، ويؤكد ذلك القرارات الكبرى في حياته ومع ذلك يعتبر عبد الناصر أول رئيس ينشيء سكرتارية للمعلومات إلى جانبه نصب عندها كل المعلومات والحقائق التي يستند إليها الرئيس بعد ذلك في صنع القرار.
الرئيس السادات كان ينتمي إلى الطبقة الوسطى الريفية وقد أثر تنشئته الاجتماعية والثقافية كثيراً في شخصيته، كانت حياته درامية بدأت في القرية ثم في بيت بكوبري القبة وفصله من الخدمة في الجيش واشتغاله ببعض المهن الشاقة، واشتراكه في بعض التنظيمات السياسية السرية والاغتيالات السياسية وإعجابه ببعض الشخصيات المصرية والأجنبية، انعكس كل ذلك على سمات شخصيته التي كانت تتسم بالدهاء والخشونة وقوة الاحتمال وحب المغامرة والخداع والتخفي والتنكر والسرية وقد أثر ذلك بدوره في كثير من أعماله وسلوكه وقراراته التي كان أهمها قرار حرب أكتوبر 1973 وقرار الانفتاح الاقتصادي 1974 وقرار زيارة القدس 1977.
لكن كيف كان السادات يتخذ قراراته؟
اتسم اسلوب السادات بالفردية أحياناً والصدمة أو المفاجأة أحياناً أخرى، وقد يكون ذلك بسبب المتغيرات أو الظروف الاجتماعية والثقافية التي تأثر بها وأثرت في شخصيته، ويعكس أسلوبه في صنع القرار رؤيته لذاته كأب للعائلة المصرية التي كان يرددها كثيراً في خطبه وأحاديثه وأن يفرض عليه ـ كأب ـ أن يرسم ويخطط لهذه العائلة ما يراه هو في صالحها ومنفعتها.
ورغم أن السادات كان يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين إلا أنه لم يكن يستجيب لأرائهم، بل أنه كثيراً ما كان يتخذ العديد من القرارات دون الرجوع إليهم أو بالمخالفة لأرائهم، ويشهد على ذلك الرئيس الأمريكي نيكسون الذي زار مصر أيام السادات، يقول: (كثيراً ما كان السادات يتجاهل وزراءه ويتخذ قرارات بنفسه) ووفقاً لرواية الرئيس الأمريكي كارتر أثناء محادثات كامب ديفيد فإن الرئيس السادات كان يتخذ قرار مصر بنفسه، ولم يكن يحب أن يوجد أحد معاونيه معنا، أما بيجين فكان لا ينفرد بالقرار ولكنه كان دائماً يطلب الرجوع إلى أعضاء الوفد المرافق له لاستطلاع رأيهم، وإذا اختلفوا فإنه كان يطلب وقتاً للحصول على رأي مجلس الوزراء.
ولم يكن السادات يتجاهل فقط مستشاريه، ولكنه كان أيضا يتجاهل وزراءه والمؤسسات السياسية والدستورية ويؤكد ذلك منصور حسن الذي كان وزيراً لإعلامه وموضع ثقته حيث يشير إلى أن عملية اتخاذ القرارات كانت تتم على صعيد المستوى الأعلى، أما وظيفة المؤسسات السياسية فكانت قاصرة فقط على تأييد ما يتخذ من قرارات، ومع ذلك كان السادات يؤكد على ديمقراطيته في صنع القرار، ويدعى أن الشعب يشاركه الحكم، على الرغم من أن الشعب لم يكن سوى مجرد متلق لقراراته أثناء أحاديثه لوسائل الإعلام أو خطبه في مجلس الشعب!
ويقول(محمد حافظ إسماعيل) مستشار السادات للأمن القومي: لقد اختار السادات أن يكون وحده السلطة السياسية العليا في البلاد، ومن ثم المسؤول عن القرارات الجوهرية في مسائل السياسة العليا والاستراتيجية العسكرية، ولم يكن ذلك يعني أنه لا يستمع إلى المشورة أو أنه يسعى إليها ، فقد وجد في مجلس الأمن القومي في مجلس الوزراء الإطار الذي يناقش فيه بعض قراراته قبل اتخاذها إلا أن أياً من المجلسين لم يكن معنياً بالتصويت لإقرار سياسة مستقبلية، وصل السادات في النهاية إلى ان أصبح صاحب القرار سلماً أو حرباً، بينما يوفر المجلسان التعرف على نبض الرأي العام والإسهام في بلورة الخيار الأفضل وتنظيم تنفيذه!
ونصل إلى الرئيس مبارك..
تمتد جذور الرئيس مبارك إلى الطبقة الوسطى الريفية، وهو في ذلك يشبه الرئيس السادات، والده كان موظفاً حكومياً في محكمة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تفرغ لدراسته، وكان مجتهداً فيها بشهادة زملائه وأساتذته، وقد تفتح حسه الوطني أثناء صباه وانتمى إلى إحدى الجماعات الوطنية في المدرسة الثانوية، أعجب بشخصية روميل ومعارك الطيران أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك دافعة للالتحاق بالكلية الجوية التي تخرج فيها ضابطاً طياراً.
تفرغ لعمله برز فيه وسافر في بعثات تدريبية إلى الاتحاد السوفيتي، كان من أبطال حرب أكتوبر ولذلك أختاره السادات نائباً له في الحكم وفي الحزب الوطني، وكلفه بمهام داخلية وخارجية أثبت فيها قدراته، واكتسب منها خبرة وتجارب سياسية كانت ذخيرته عندما تولى الحكم.
هذه التنشئة الاجتماعية والثقافية انعكست على شخصية الرئيس مبارك ويحدد د. صلاح بيومي صاحب الدراسة سمات الرئيس على ضوء هذه التنشئة يقول: تتسم شخصية مبارك بالهدوء والإتزان والثقة في النفس والصبر وقوة التحمل، وحب العمل وتقديسه وحب الحرية والانتماء الوطني.
وتحمل شخصية مبارك بعض السمات العامة للشخصية الكاريزمية، فالملامح أو السمات للزعيم أو القائد الكاريزمي تبدو في ثقته بنفسه وتقديره لذاته، ورؤيته أو تعبيره عن حاجات وقيم وآمال تابعيه، فهو يبدو واثقاً في نفسه وفي قدرته ورغبته في العمل من أجل تحقيق آمال الطبقة الكادحة التي يسميها دائماً طبقة محدودي الدخل، ويتجلى ذلك في موقفه من مطالب صندوق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saddam.ahladalil.com
 
قرارات السيد الرئيس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الوصول الى القمة :: الفئة الأولى :: سياسة-
انتقل الى: